Saturday, December 9, 2017

اعتقد ان ترامب لن يكمل فترته الرئاسية مجرد حدس لا علاقة له بالتحليل السياسي ..

 ذ محمد كوحلال
ربما سوف تقع أحداث خطيرة تهز امن أمريكا بسبب قرار ترامب، أو ربما سوف ينقلب الشعب عليه بسبب خسارة  كبرى سياسيا و اقتصاديا سوف تعيشها أمريكا بسبب قرار ترامب الزفت حول القدس.. و الأيام بيننا ..  وقد سبق لي أن تحدث عن رغبة الانفصال الكبيرة لدى مواطني ولاية كاليفورنيا، و العزم على تنظيم استفتاء عام 2019 .. الخ .. وأضفت ان الانفصال الذي حركته أيادي خفية في اسبانيا سوف ينتقل إلى أمريكا، ولكن هذه المرة برغبة ملحة للمواطنين هناك، حيث تعتبر ولاية كاليفورنيا من أغنى الولايات الأمريكانية، ولها كل مقومات دولة ..الخ.
. إليكم مقال مفصل منقول من "موقع المنار" بتصرف  
"" كاليفورنيا لها قوة تمثيلية هائلة، تمتلك 55 صوتاً من هذا المجمع الإنتخابي أي أكثر من 10% من إجمالي أصوات الولايات الأميركية مجتمعةً، ولأنها من الولايات المحسوبة تاريخياً للديمقراطيين وفازت فيها كلينتون على ترامب، انتفضت على النتائج وقررت الذهاب بعيداً في رفضها، إلى حدود مُطالبة الإنفصال عن الولايات المتحدة الأميركية، وما يحصل اليوم في كاليفورنيا من جمعٍ للتواقيع بهدف المطالبة بإستفتاء حول الإنفصال، هو البداية العملية، بعد أن أعلن سكرتير الولاية أليكس باديلا منذ أيام، أنه تسلم اقتراحاً من جماعة (حملة نعم لاستقلال كاليفورنيا)، يقضي بدعوة الناخبين إلى التصويت على إلغاء جزء من دستور الولاية يُلغي تبعية كاليفورنيا للولايات المتحدة، وفعلاً نالت هذه الحملة تصديق “باديلا” للبدء بجمع ستمئة ألف توقيع تقريباً وهي كافية لطرح اقتراح الانفصال للتصويت العام (الإستفتاء).
ونزعة الإنفصال لدى كاليفورنيا، هي نفسها لدى سائر الولايات الكبيرة والغنيَّة إقتصادياً وذات التمثيل الوازن في المجمع الإنتخابي، مثل تكساس (38 صوتاً) – فلوريدا (29 صوتاً) – نيويورك (29 صوتاً) – إيلينوي (20 صوتاً) – بنسلفانيا (20 صوتاً)، إضافة الى كاليفورنيا (55 صوتاً) بمجموع 191 صوتًا أي ما يزيد عن 35% من إجمالي عدد الأصوات في المجمع الانتخابي، لأكبر ست ولايات تُقرِّر تاريخياً مَن هو رئيس الولايات المتحدة الأميركية.
أبرز الأسباب الإقتصادية، أن الولايات الغنيَّة وفي طليعتها كاليفورنيا تتحمَّل العبء الأكبر من الموازنة الإتحادية، وتجِد نفسها وكأنها تبذِر من مقدراتها الإقتصادية لدعم الولايات الفقيرة العاجزة وغير القابلة لتطوير قدراتها الذاتية (إنعدام الثروات الطبيعية وبالتالي قصور في الإنتاجية)، وبالتالي، إعتماد شبه كلِّي على مساهمات الولايات الكبرى في الإقتصاد الفيدرالي.
أما أبرز الأسباب السياسية، فهي أن الولايات الست الكبرى التي تحدِّد بحجم أصواتها في المجمع الإنتخابي من هو رئيس الولايات المتحدة، منقسمة بين الجمهوريين والديموقراطيين، وبعضها مستاءة من السياسات الخارجية والتبذير في المغامرات العسكرية الخارجية المُكلِفَة والتي تتحمل هذه الولايات – منفردة تقريباً – أعباء تغطيتها من مساهماتها ودفع أثمان خيباتها، وبالتالي، بات الإستقلال نُزعةً لدى مواطنيها، سيما وأن كاليفورنيا في حال نالت استقلالها يوماً فسوف تكون الدولة السادسة إقتصادياً على مستوى العالم!
ختاماً، إذا كان الخطوات نحو الإنفصال عن الولايات المتحدة صعبة ومعقَّدة دستورياً وقانونياً واقتصادياً، فهي ليست مستحيلة وسوف تحصل، خاصة أنه ليس هناك ما يُسمَّى “القومية الأميركية” بل “الأمَّة الأميركية” التي تجمع كل أعراق ومذاهب وإتنيات العالم تحت شعار “أُمَّة جبَّارة” تؤمِّن لمواطنيها رغد العيش والأمن وضمان الشيخوخة، لكن الأزمة المالية العالمية التي بدأت من أميركا بأزمة “الإئتمان العقاري” والمستمرة حتى اليوم، جعلت الولايات الأميركية الغنيَّة وفي طليعتها كاليفورنيا، عاجزة عن الإستمرار في التمويل الإتحادي بإسراف، وغير معنيَّة بتأمين استقرارٍ اقتصادي وسياسي لخصمٍ يُشبه دونالد ترامب، أشعلت قراراته المُستنكَرة شوارع أميركا بالغاضبين، وخسِر من شعبيته خلال أسبوعٍ واحدٍ من حكمه، ما خسره جورج بوش الأب بعد ثلاث سنوات وتسعة أشهر من وجوده في البيت الأبيض، مما يعني أن الإضطرابات الداخلية في الولايات المتحدة إذا لم تُفضِ الى محاولات إنفصالية كاملة حالياً، فإن الهالة الأميركية الساقطة في الداخل لن يكون لها وهجها في الخارج، والبيت الأبيض تنتظره الأيام السوداء في السنوات القادمة.""..الخ.

No comments:

Post a Comment